باب زكاة ما أخرجت الأرض
  والله أعلم، وأبو جعفر في زمن أبي طالب، وكان يروي عنه. انتهى.
  قلت: وعلى ذكر هذا البحث أذكر شرح القاضي زيد على التحرير، وهو معروف بالتعليق، وقد تعرض علماؤنا للفرق بين الشرح والتعليق، فنقل شيخنا القاضي الوحيد العلامة أحمد بن سعدالدين | عن بعض العراقيين قال: - نقله من خطه من ديباجة شرح القاضي زيد | -: اعلم أن الفرق بين الشرح والتعليق أن الشرح فيه ذكر المذهب وحده ليس فيه اعتراض ولا مطالبة، ولا نوع معارضة في مجموع المسائل، والتعليق يذكر فيه كلام المخالف والموالف، تارة على طريق الاعتراض، وتارة على سبيل الاستدلال، فتعليق التحرير ثمانية كتب مجلدة، وشرحه دون ذلك، ويستفاد من التعليق معرفة [علم](١) الجدل، ومدارك الخطأ والزلل.
  وأما تعليق التجريد فتصنيف أبي يوسف.
  وأما شرح البلغة فتصنيف القاضي أبي (...)(٢) بن محمد بن مهدي الحسني، المدفون في بلد بكشا.
  وأما الإبانة فتصنيف الشيخ الأجل أبي جعفر بن علي الديلمي على مذهب الناصر #، سعته أربعة كتب مجلدة.
  قلت: ونقل العلامة شيخ الشيوخ القاضي أحمد بن يحيى حابس ¥ في المقصد الحسن ما لفظه: فإن قلت: ما بالهم في شروح الكتب يذكرون تارة شرحاً، وتارة تعليقاً؟ قلت: اصطلح العلماء رحمهم الله أن الكتاب إذا شرحه شارح، ثم جاء غيره فانتزع منه منتزعاً أنه يسمى ذلك المنتزع تعليقاً - أي: تعليق الشرح المنتزع منه - فحيث أضيف ذلك التعليق إلى الكتاب فهو على حذف مضاف، أي: تعليق شرحه.
(١) زيادة من مطلع البدور المطبوع.
(٢) بيّض لها في الأصل، وقال في الهامش: بياض في الأم.