قوله تعالى: و {فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤}:
  وروى محمد عن النبي ÷ أنه قال: «برئ من الشح من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة».
  وعن علي صلى الله عليه قال: (من أدى زكاة ماله، فقد وقي شح نفسه). انتهى.
  · محمد بن القاسم بن إبراهيم $ في كتاب دعائم الإيمان: قال الإمام الأعظم محمد بن القاسم بن إبراهيم À: ومن عظيم ما يرضي الله عن المؤمنين أن يكونوا لما رزقهم من رزقه لإخوانهم مواسين، وأن لا يكونوا بأموالهم أشحاء باخلين، وقد ذكر الله في مواضع كثيرة وآيات عدة أن من صفات عباده المتقين، أن يكونوا مما رزقهم منفقين، فقال في سورة البقرة، وهو يخبر عما في الإنفاق من المؤمنين مما رزقناهم ما يكونون به عنده مرضيين، وقرن الإنفاق من رزقه مع الإيمان به، فقال سبحانه في صفات عباده المؤمنين: {ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ ٤ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٥}[المؤمنون]، وقال سبحانه في هذه السورة مكرراً لما له من الرضا في بذل المال، وما للمؤمنين إليه [به] من القربة: {۞لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ}[البقرة: ١٧٦].
  ثم قال سبحانه فيمن وصف فيه هذه الصفات من المؤمنين: {أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ ١٧٧}[البقرة]، فقرن الله سبحانه إيتاء المؤمنين المال