الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

تفسير آيات قرآنية

صفحة 118 - الجزء 2

  - وهو بذلهم له على حبه - مع الإيمان به، والإيمان باليوم الآخر - وهو يوم القيامة -، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله.

  ثم قرن ذكر إيتاء المال بهذه الفرائض، فقال: {وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ}⁣[البقرة: ١٧٧]. ثم ذكر ما ذكر بعدُ من صفات المؤمنين، حتى بلغت الصفات هذه الآية المفروضة.

  وقال في هذه السورة بعينها، وهو يرغب في الإنفاق عباده المؤمنين: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٩٥}⁣[البقرة]، فأخبر⁣(⁣١) أن البخل بالإنفاق إلقاء بأيديهم إلى التهلكة [والتهلكة: هي الهلكة]⁣(⁣٢) فافهموا رحمكم الله.

  وقال سبحانه مكرراً لما في الإنفاق من مرضاته: {يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ ٢١٥}⁣[البقرة]، وقال في هذه السورة نفسها مكرراً ومردداً لما في الإنفاق مما رزق المؤمنين لمن آمن به إليه من القربة إليه: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٢٥٤}⁣[البقرة]. خبراً منه سبحانه على أن من بخل أو أمسك عن الإنفاق مما رزقه الله فقد ظلم نفسه وكفر، ومن فعل هذا فليس من أهل التقوى والبر.

  وقال في هذه السورة مردداً ومكرراً لما له في الإنفاق من الرضا والمحبة: {ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٢٦٢}⁣[البقرة].

  وقال في هذه السورة مردداً لما في إنفاق المؤمن بالليل والنهار من الرضا


(١) في الأصل: وأخبر. وما أثبتناه من مجموع الإمام محمد بن القاسم # المطبوع.

(٢) كل ما بين المعقوفين في هذه الرواية من مجموع الإمام محمد بن القاسم # المطبوع.