الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

تفسير آيات قرآنية

صفحة 121 - الجزء 2

  أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ٢٦٧}⁣[البقرة]، يقول: {أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ}⁣[البقرة: ٢٦٦]، يعني: من خير أموالكم وأزكاها وأطيبها، ولا تنفقوا مما تبغضون من حرامها وخبيثها، ولو أعطيتم ذلك لم تأخذوه من غيركم، إلا أن تغمضوا فيه، إلا أن تتكارهوا عليه، فافهموا ثم افهموا رحمكم الله.

  ثم أخبر سبحانه أن الذي يمنعهم [إن] امتنعوا⁣(⁣١) من مواساة إخوانهم، وترك القليل الذي لا يجدون فقده ولا مسه من أموالهم - أن الشيطان يخوفهم ويعدهم الفقر، ويأمرهم بالفحشاء والسوء من البخل، والله سبحانه يعدهم إذا أنفقوا مغفرة منه وفضلا، والله واسع عليم. والبخل فلا يرضاه الله للمؤمنين، ولا رضيه رسول رب العالمين.

  لقد بلغني وصح عندي - ورواه أبي ¥ - أن أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى المتقين من آله قالوا: يا رسول الله، هل يكون المؤمن جباناً؟ فقال ÷: «ربما كان»، قالوا: يا رسول الله، هل يكون المؤمن بخيلاً؟ فقال # «لا، لا يكون المؤمن بخيلاً».

  وقال رسول الله ÷ لقوم من الأنصار يقال لهم بنو سلمة: «يا بني سلمة، من سيدكم؟» قالوا: يا رسول الله، سيدنا الجد بن قيس على بخل فيه، فقال رسول الله ÷: «وأيّ داء أدوى من البخل، وأي داء أدوى من البخل» يردد هذا القول ثلاث مرات.

  وروي لنا عن بعض آل محمد ÷ عن أسلافه، عن علي ¥ قال: قال رسول الله ÷: «يا علي، كن شجاعاً؛ فإن الله يحب الشجاع، يا علي، كن سخياً؛ فإن الله يحب السخي، يا علي، كن غيوراً؛ فإن الله يحب الغيور».


(١) في الأصل: ومتعوا. وما أثبتناه من مجموع الإمام محمد بن القاسم # المطبوع.