الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول فيما يستحب ويكره من الصيام

صفحة 220 - الجزء 2

  جميل، وقد جاء من الفضل في صوم أيام البيض فضل كبير، وليس ذلك مما يجب كوجوب الواجب. انتهى.

  · وفيه: وكذلك صيام الدهر لمن أطاقه، ولم يضر بجسمه، ولا ببدنه؛ لأن الله سبحانه لم يرد من عباده المعسور، وإنما أراد منهم الميسور، وذلك قوله سبحانه {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ}⁣[البقرة: ١٨٥]، فمن قوي على صيامه صامه، ويفطر يوم الفطر، ويوم الأضحى وأيام التشريق؛ لأن رسول الله ÷ نهى عن صيام هذه الأيام، وقال: «هي أيام أكل وشرب»، ومن أفطر هذه الأيام لم يصم الدهر.

  · وفيه: حدثني أبي، عن أبيه أنه سئل عن صوم الدهر؟ فقال: لا بأس بذلك إذا أفطر العيدين وأيام التشريق، ومن أفطر في هذه الأيام لم يصم الدهر، وقد جاء عن رسول الله ÷ أنه قال: «لا صام ولا أفطر من صام الدهر» وقد يكون هذا من رسول الله ÷ إرشاداً ونظراً، وتخفيفاً وتيسيراً، ليس على التحريم. انتهى.

  · مجموع زيد بن علي @: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: (نهى رسول الله ÷ عن صوم الدهر). انتهى.

  · الجامع الكافي: وقال الحسن #: روي عن النبي ÷ أنه كان يصوم حتى يقال: لا يفطر، وروي عنه #: أنه صام صوم داود؛ يصوم يوماً، ويفطر يوماً. انتهى.

  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: وأما صوم رسول الله ÷ فقد روي عنه: أنه كان يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم، وكان أكثر صومه من الشهور شعبان، وكان يقول: «شعبان شهري، ورجب شهرك يا علي، ورمضان شهر الله». انتهى.