باب القول في السعي بين الصفا والمروة وما يقال فيه من الذكر
  · القاضي زيد في الشرح: ويخرج إلى الصفا من بين الاسطوانتين المكتوب فيهما، فإذا استوى عليه استقبل الكعبة بوجهه، ويدعو بما حضره، ويسبح الله تعالى ويهلله، ويصلي على النبي ÷، ولا خلاف في أن شيئاً من الأذكار والأدعية، وسور القرآن في هذه البقاع الشريفة لا يتعين حتى لا يجوز غيره، فإن ذلك ليس بواجب، بل هو من الهيئات، فلكل أحد أن يتخير ما يؤدي اجتهاده إلى أنه أقرب إلى الخضوع والخشوع وطلب المغفرة، وأنجح للحاجة، وأليق بالموضع والمكان والحال. انتهى.
  · المؤيد بالله # في شرح التجريد: وروى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $: (أن النبي ÷ سعى في بطن المسيل، إذا طاف بين الصفا والمروة).
  ولا خلاف أن السعي بينهما سبعة يبدأ بالصفا، ويختم بالمروة. انتهى.
  · الجامع الكافي: قال محمد: وإذا أردت أن تخرج إلى الصفا، فاستلم الحجر قبل أن تخرج إلى الصفا إن استطعت، وإلا فقف حياله، وارفع يديك وهلل وكبر، ثم اخرج إلى الصفا، فقف(١) عليه مستقبل البيت حيث تراه، وارفع يديك وكبر الله، وهلله، تقول: الله أكبر، الله أكبر أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، فله الحمد.
  وسل الله حوائجك من أمر آخرتك، ودنياك، ويكون تكبيرك ودعاؤك بين الصفا والمروة بين الجهر والمخافته، ويكون إلى الجهر أقرب، ولا تتطوع بين الصفا والمروة، ثم انحدر من الصفا نحو المروة، فإذا انتهيت إلى باب صغير عن يمينك، وأنت متوجه إلى المروة في الوادي، وبحذاه علم عن يسارك، [فاسع شبيهاً بالهرولة دون العدو حتى تنتهي إلى أول علم عن يسارك](٢) ثم امش على
(١) في الأصل: قف. وما أثبتناه من الجامع الكافي المطبوع.
(٢) ما بين المعقوفين من الجامع الكافي المطبوع الجزء الثالث ص ٣٩٠.