الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في الوقوف بعرفة وما يقال فيها من الذكر وجمع العصرين بأذان واحد وإقامتين والتلبية فيها

صفحة 310 - الجزء 2

  آخر الليل عرس بها ساعة، فإذا صلى الصبح سار إلى عرفة.

  · قال يحيى بن الحسين ~: فإذا انتهى الحاج إلى عرفة نزل بها، وأقام حتى يصلي الظهر والعصر، فإذا صلى الظهر والعصر، ارتحل فوقف في أي عرفة شاء، ويحرص أن يدنو من موقف النبي ÷ بين الجبال، فإن لم يقدر على ذلك الموضع؛ لكثرة الزحام فيقف بأي عرفة شاء، ما خلا بطن عرنة، فإن رسول الله ÷ قال: «عرفة كلها موقف ما خلا بطن عرنة».

  قال: فإذا وقف ذكر الله سبحانه وتعالى عن كل شأن شأنه، ويسبحه ويحمده، ويخلص النية له، ويقول: اللهم أنت ربنا ورب آبائنا الأولين، إياك قصدنا، ولك استجبنا، وعليك توكلنا، وإياك رجونا، ومنك⁣(⁣١) سألنا، فأعطنا سؤلنا، وتجاوز عن سيئاتنا، واهد قلوبنا، وثبتنا على الهدى، وآتنا تقوانا، ولا تكلنا إلى أنفسنا، وتقبل حجنا، ولا تردنا خائبين، واقلبنا لثوابك مستوجبين، آمنين لعذابك، ناجين من سخطك، يا إله السماوات والأرضين، اللهم لك الحمد على نعمائك، ولك الحمد على آلائك، ولك الحمد على ما أوليتنا، وأبليتنا، وأعطيتنا، فأمتعنا بنعمائك، ولا تزل عنا ما عودتنا من فضلك وآلائك، يا إله العالمين.

  ويدعو بما أحبّ⁣(⁣٢) من الدعاء سوى ذلك لنفسه ولوالديه، ويسأل الله ما أحب أن يسأله من الرزق، وغير ذلك من مراده، فإنه سميع الدعاء، قريب الإجابة، رحيم كريم. انتهى.

  · الهادي # في المنتخب: فإن رسول الله ÷ قال: «عرفة كلها موقف ما خلا بطن عرنة». انتهى.

  · القاضي زيد في الشرح: وإذا كان يوم التروية سار ملبياً إلى منى، ويستحب له أن يصلي الظهر والعصر بمنى، والمغرب والعشاء ليلة عرفة، ويبيت بها،


(١) في الأصل: وفيك. وما أثبتناه من الأحكام المطبوع.

(٢) في الأصل: أحببت. وما أثبتناه من الأحكام المطبوع.