باب القول في الإفاضة إلى مزدلفة وجمع العشاءين فيها والمرور بالمشعر الحرام
  · قال يحيى بن الحسين ~: فإذا انتهى إلى مزدلفة، فلينزل بها وليصل المغرب والعشاء الآخرة، - وهي العتمة - بأذان واحد وإقامتين، ثم ليبت بها حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فليرتحل، وليمض حتى يقف عند المشعر الحرام، ويذكر الله سبحانه وجل عن كل شأن شأنه.
  · قال يحيى بن الحسين ~: فإذا أتى المشعر الحرام فليقل: اللهم هذا المشعر الحرام الذي تعبدت عبادك بالذكر لك عنده، وأمرتهم به، فقلت: {فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ}[البقرة: ١٩٨]، ولا ذكر لك أذكرك به أعظم من توحيدك، والإقرار بعدلك في كل أمورك، والتصديق بوعدك ووعيدك، فأنت إلهي لا إله لي سواك، ولا أعبد غيرك، تعاليت عن شبه خلقك، وتقدست عن مماثلة عبيدك، فأنت الواحد الذي ليس لك مثيل، ولا يعدلك عديل، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفؤاً أحد، الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، والمكون لكل كائن، خالق الأولين والآخرين، والباعث لكل الخلائق في يوم الدين، البريء عن أفعال العباد، المتعالي عن القضاء بالفساد، صادق الوعد والوعيد، الرحمن الرحيم بالعبيد، أسألك يا رب الأرباب، ويا معتق الرقاب في يوم الحساب، أن تعتقني من النار، وتجعلني بقدرتك في خير دار، في جنات تجري من تحتها الأنهار، فإنك واحد قادر جبار.
  ويقول: اللهم اغفر لي ولوالدي وما ولدا، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم لك الحمد كما ابتدأت الحمد، ولك الشكر وأنت ولي الشكر، ولك المن يا ذا المن والإحسان، اللهم فأعطني سؤلي في دنياي وآخرتي، فإنك جواد كريم. انتهى.
  · الجامع الكافي: قال القاسم # - فيما حدثنا علي، عن ابن هارون، عن ابن سهل، عن عثمان بن محمد، عن القومسي، عنه - قال: يجمع بين المغرب