باب القول في الدعاء حال الوضوء وبعده
  · أمالي أحمد بن عيسى @: وحدثنا محمد، حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي $ قال: (ما من مسلم يتوضأ ثم يقول عند وضوئه [مرة](١): سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، واغفر لي إنك على كل شيءٍ قدير، إلا كتبت في رق وختم عليها ووضعت تحت العرش حتى تدفع إليه بخاتمها يوم القيامة)(٢). انتهى.
= اعترض عليه في الروضة فقال: قلت: هذا الدعاء لا أصل له، ولم يذكره الشافعي والجمهور. والله أعلم. وما ادعاه من كونه لا أصل له ذكره في شرح المهذب، والمنهاج وغيرهما، وليس كذلك، فقد روي من طرق: منها عن أنس قال: دخلت على النبي ÷، فلما أن غسل يديه قال: «بسم الله والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله» فلما استنجى قال: «اللهم حصن فرجي، ويسر لي أمري»، فلما أن تمضمض واستنشق قال: «اللهم لقني حجتي، ولا تحرمني رائحة الجنة»، فلما أن غسل وجهه قال: «اللهم بيض وجهي يوم تبيض الوجوه»، فلما أن غسل ذراعيه قال: «اللهم أعطني كتابي بيميني»، فلما أن مسح يده على رأسه قال: «اللهم غشنا برحمتك، وجنبنا عذابك»، فلما أن غسل قدميه قال: «اللهم ثبت قدمي يوم تزل الأقدام»، ثم قال النبي ÷: «والذي بعثني بالحق نبياً ما من عبد قالها عند وضوء لم يقطر من خلل أصابعه قطرة إلا خلق الله منها ملكاً يسبح الله تعالى بسبعين لساناً، يكون ثواب ذلك التسبيح له إلى يوم القيامة». رواه ابن حبان في تاريخه في ترجمة عباد بن صهيب، وقد قال فيه أبو داود: إنه صدوق قدري. وقال أحمد: ما كان بصاحب كذب. وفي الحديث ذكر أصل الدعاء وإن كان مخالفاً في الكيفية. انتهى. (من هامش الأصل).
(١) زيادة من الأمالي.
(٢) عن سالم بن أبي الجعد، عن علي # قال: (إذا توضأ الرجل فليقل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين). أخرجه عبدالرزاق، وسعيد بن منصور. وعن علي # أيضاً: أنه كان إذا فرغ من وضوئه قال: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين). أخرجه ابن أبي شيبة. وعن عمر قال: قال رسول الله ÷: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة». أخرجه مسلم والترمذي وزاد: «اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين». ومثل رواية الترمذي رواها البزار، والطبراني في الأوسط من طريق ثوبان مرفوعاً، وابن ماجه من حديث أنس. وعن الخدري: «من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك كتبت في رق، ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة». أخرجه النسائي في =