الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الهادي # في الأحكام: باب القول في الإهلال بالعمرة والحج معا إذا أراد صاحبهما أن يقرنهما

صفحة 353 - الجزء 2

  ليقل: اللهم إني أريد العمرة والحج معاً، قارناً لهما، طالباً في ذلك لثوابك، متحرياً لرضاك، فيسرهما لي، وبلغني فيهما أملي في دنياي وآخرتي، واغفر لي ذنوبي، وامح عني سيئاتي، وقني شر سفري، واخلفني بأحسن الخلافة في ولدي وأهلي ومالي، ومحلي حيث حبستني، أحرم لك بالعمرة والحج معاً شعري، وبشري ولحمي ودمي، وما أقلته الأرض مني، ونطق لك بذلك لساني، وعقد لك عليه قلبي.

  ثم يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك بعمرة وحجة معاً لبيك، لا شريك لك لبيك؛ إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك، لبيك ذا المعارج لبيك، وضعت لعظمتك السماوات كنفيها، وسبحت لك الأرض ومن عليها، اللهم إياك قصدنا بعملنا، ولك أحرمنا بعمرتنا وحجنا، فلا تخيب آمالنا، ولا تقطع منك رجاءنا.

  ثم يلبي وينهض ويسير، ويقطره في قطاره، ويتوقى في طريقه ما شرحته له في أول الكتاب، ويتوقى ما نهيته عنه، ولا يركب بدنته، ولا يحمل عليها شيئاً، ولا يركبها له خادم إلا أن يضطر إلى ركوبها ضرورة شديدة، فيركبها ركوباً لا يعقرها ولا يتعبها، وإن رأى رجلاً ضعيفاً من المسلمين قد فدحه المشي فليحمله عليها العقبة والعقبتين، والليلة بعد الليلة والليلتين، فإن في ذلك أجراً وخيراً، والبدنة فهي لله، والمضطر إلى ركوبها فعبد من عبيد الله، فإذا انتهى إلى مكة فليطف بالبيت سبعة أشواط، ثم ليصل ركعتين، وينوي بذلك الطواف أنه طواف عمرته، ثم يخرج إلى الصفا فليقف عليه، ويقول ما شرحته له من القول أولاً، ثم يأتي المروة فيقف عليها، ويقول عليها ما فسرت لك من القول أولاً، حتى يوفي سبعة أشواط بين الصفا والمروة، ولا يقصر من شعره، ثم يرجع إن أحب أن يعجل ذلك، فيطوف بالبيت سبعة أشواط لحجه، ثم ليصل ركعتين، ثم ليخرج أيضاً فيسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط لحجه، ثم يثبت على