الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في حد الزاني

صفحة 96 - الجزء 3

  قالوا: اختر من أحببت، فجاء جبريل فقال له: اجعل فيما⁣(⁣١) بينك وبينهم رجلاً من أهل خيبر أعور شاباً طويلاً يقال له عبدالله بن صوريا، فدعاهم النبي ÷، فقال: «هل تعرفون رجلاً من أهل فدك؟» فنعت لهم نعته، قالوا: نعم، فقال: «كيف علمه فيكم بالتوراة؟» فقالوا: ذاك أعلمنا بالتوراة، فقال: «ذاك بيننا وبينكم»، فرضوا بذلك، فأرسلوا إليه فقدم إلى النبي ÷ مع اليهود، فقال له النبي ÷: «أنت ابن صوريا؟» فقال: نعم، فقال: «أنت أعلم اليهود بالتوراة؟» فقال: نعم، كذلك يقولون، فقال النبي ÷: «أنشدك بالله الرحمن الذي أنزل التوراة على موسى بن عمران الذي أغرق آل فرعون وأنتم تنظرون، ما أنزل الله على موسى في الزاني؟» قال: فارتعدت فرائصه وقال: الرجم، فوقعت به اليهود، وقالوا: لِمَ أخبرته؟ فقال: لقد استحلفني بيمين لو لم أخبره عما سألني لأحرقتني التوراة، فقالت له اليهود: إن ابن صوريا كاذب ليس ذلك في التوراة، فقال عبدالله بن سلام للنبي ÷: اجعل بينك وبينهم التوراة، فإنه فيها مكتوب، فقال النبي ÷: «بيني وبينكم التوراة»، قالوا: نعم، فركب النبي ÷ إلى بيت المدارس على حماره ومضى معه أصحابه، فقال لهم النبي ÷: «لا تبدأوا اليهود بالسلام، فإذا سلموا فقولوا: وعليكم [مثله]⁣(⁣٢)»، فأتى النبي ÷ بيت المدارس فدخل وقال: «ائتوا بالتوراة»، فجاءوا بها وكان الذي يقوم عليها جُدَيّ بن أخطب، وليس بحيي بن أخطب، وجلس معه عبدالله بن سلام، فقال له: اقرأه في سفر الحدود، فلما بلغ الرجم وضع إبهامه على ذلك الحرف، فقال له عبدالله بن سلام: ارفع يدك، فرفعها، فقال: اقرأه، فقرأ الرجم في التوراة مبيناً من الله جل جلاله.

  قال يحيى بن الحسين ~: أما قول الله ø، {فَإِن جَآءُوكَ فَٱحۡكُم


(١) في الأصل: ما. وما أثبتناه من الأحكام المطبوع.

(٢) زيادة من الأحكام المطبوع.