الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في حد الزاني

صفحة 99 - الجزء 3

  يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه، فقال: إني زنيت، فأعرض عنه، فقال: زنيت، فأعرض عنه، فقال: إني زنيت، فأقبل عليه، فقال: «أتيتها؟» فقال: نعم، فقال: «حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب الميل في المكحلة، والرشاء في البئر؟» قال: نعم، فقال: «وهل تدري ما الزنا؟» قال: نعم، أتيتها حراماً كما يأتي الرجل أهله حلالاً قال: «فما تريد بقولك؟» قال: أريد أن تطهرني يا رسول الله، قال: فأمر به فرجم، فمر - أي: النبي ÷ - برجلين، فقال أحدهما للآخر: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم مرجم الكلب، قال: فسكت عنهما رسول الله ÷ حتى مر بجيفة حمار، فقال لهما رسول الله ÷: «انزلا فأصيبا من هذه الجيفة»، فقالا: غفر الله لك يا رسول الله أنأكل من الجيفة؟! قال: «ما أصبتما من أخيكما آنفا أعظم من إصابتكما من هذه الجيفة، إنه الآن لفي أنهار الجنة يتقمص⁣(⁣١) فيها». انتهى.

  · وفي الأحكام أيضاً في باب القول في الغيبة والكبر من كتاب الزهد والإرشاد من الأحكام، ما لفظه: وفي ذلك ما قال رسول الله ÷ للزبير وصاحبه حين تناولا من ماعز بن مالك من بعد أن رجمه رسول الله ÷ فقال: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فهتك نفسه حتى رجم كما يرجم الكلب، فسكت عنهما ÷ حتى أجازا بجيفة حمار شاغر برجله، فقال لهما: «انزلا فأصيبا من هذا الحمار»، فقالا: يا رسول الله: أنأكل الميتة؟ فقال: «لما أصبتما من صاحبكما آنفاً أعظم من إصابتكما من هذه الجيفة، إنه الآن ليتقمص في أنهار الجنة». انتهى.

  · أمالي أحمد بن عيسى: أخبرنا محمد، قال: أخبرنا علي بن حسن، عن حماد


(١) أي: يتقلب وينغمس. (نهاية).