الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في وصية الهادي # ومن أحب أن يوصي بمثل وصيته

صفحة 350 - الجزء 3

  حياته أو بعد وفاته، أن يهبوا له هبة مبتوتة، يقبلها منهم في حياته، وبعد وفاته، ما أمكنهم من بر أو هبة أو صلة من عتق رقاب مؤمنة، زكية عفيفة مسلمة، لا يعلم عليها إلا خيرٌ، ولا ترمى بشيء من الضير، أو كفارات عما أمكنهم من الأيمان، أو صدقة بما أمكن من ثياب أو طعام، أو نقد، أو سقي ماء في المواطن المحمودة، ويسألهم أن لا يحقروا له شيئاً من الأشياء، ما بين حبة إلى أكثر، فإن الله يقبل اليسير، ويعطي عليه الكثير، فمن أمكنه مما سأله يحيى بن الحسين شيء قل أو كثر، فليقل عند إخراجه له: هذا ما استوهبنيه يحيى بن الحسين رحمة الله عليه، وقد وهبته له، وصرفته حيث أمرني به، وسألني أن أصرفه فيه من الوجوه التي يتقرب بها إلى الله، اللهم فانفعه بذلك، وأعطه فيه أمنيته، وبلغه به أمله في دار آخرته، إنك عزيز حكيم.

  ولا يختار ليحيى بن الحسين من أحب بره ممن سمى من والده، وولده، وولد ولده إلى يوم القيامة إن بقي له عقب، أو أنمى الله له نسلاً، وإخوته، وأخواته، وأعمامه، وبني أعمامه، وجميع أقاربه، ومواليه، وشيعته، وأهل مودته إلا أزكى ما يقدر عليه وأطيبه، وأحله.

  ويسأل يحيى بن الحسين من سماه وسأله البر له إن بَلَّغَهُ الله ظهور إمام عادل، فقام معه أحد ممن فرض الله عليه نصرته، والقيام معه إن شاء الله أن يسأله الدعاء له بالرحمة والمغفرة، والرضا والرضوان، والتجاوز والإحسان.

  ويسأل يحيى بن الحسين من حضر ذلك وبلغه ممن يسأله من الرجال، أن يشركه في قيامه مع الإمام، وجهاده معه، والقيام بين يديه، وقعوده وحملاته بين يديه، وإخافته للظالمين، وإحسانه إلى المؤمنين.

  ثم يحيى بن الحسين يسأل الله أن يحسن جزاء من فعل شيئاً مما سأله، وبره بذلك، ووصله، ويسأل الله أن يصله ويعطيه على ذلك أفضل العطاء، إنه قريب مجيب {رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ٢٠١}⁣[البقرة].