الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 12 - الجزء 4

  رسول الله ÷ وبين يدي علي بن أبي طالب ¥، فلما نظر إلى لون الطعام، وشمّ ريحه رمى فاطمة ببصره رمياً شحيحاً، فقالت فاطمة: سبحان الله! يا أبا الحسن ما أشحّ نظرك وأشدّه، هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنباً استوجب السخطة؟ فقال: (وأيّ ذنب أعظم من ذنب أصبتيه، أليس عهدي بك اليوم الماضي تحلفين بالله مجتهدة ما طَعِمْتِ طعاماً منذ يومين)، قال: فنظرت فاطمة إلى السماء فقالت: إلهي يعلم ما في سمائه وما في أرضه، أني لم أقل إلا حقاً، قال: (يا فاطمة، أنى لك هذه الطعمة التي لم أنظر إلى مثل لونه قط، ولم أشمّ مثل ريحه قط، ولم آكل مثله قط)؟ قال: فوضع رسول الله ÷ كفّه الطيبة المباركة بين كتفي علي فغمزها، ثم قال: «يا علي، هذا بدل دينارك، هذا جزاءٌ بدينارك، هذا من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب»، ثم استعبر النبي ÷ باكياً، ثم قال: «الحمد لله الذي أبى لكما أن يخرجكما من الدنيا حتى يجريك يا علي في المثال الذي جرى فيه زكريا، ويجريكِ يا فاطمة في مثل الذي جرت فيه مريم ابنة عمران، {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ}⁣[البقرة: ٣٧]». انتهى.

  [الرجال] رجال هذا الإسناد من ثقات محدثي الشيعة، وقد تقدم الكلام عليهم.

  · وفي المناقب أيضاً: محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي، وخضر بن أبان، وأحمد بن حازم، قالوا: حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب