الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 63 - الجزء 4

  لهم: «كلوا» فأكلوا حتى شبعوا، وما أثروا في ذلك الطعام إلا يسيراً.

  ثم قال لهم النبي ÷: «يا بني عبدالمطلب، كونوا في الإسلام رؤساء ولا تكونوا أذناباً، أدعوكم إلى الإسلام، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، أيكم يجيبني على الإسلام على أن يكون أخي ووزيري ووصيي، ووارثي وخليفتي في أهلي وقومي، يقضي ديني وينجز موعدي؟» فقام إليه علي # وهو يومئذ أصغرهم سناً، فأجابه إلى ما دعاه إليه⁣(⁣١)، فتفل رسول الله ÷ في فيه، ومسح بيده على وجهه، ودعا له وضمه إليه، فقال أبو لهب: لبئس ما حبوت به ابن عمك أن أجابك إلى ما دعوته إليه⁣(⁣٢) من بينهم أن ملأت فمه بصاقاً؛ فقال النبي ÷: «بل [ملأته] فهماً، وحكماً [وعلماً]».

  فهذا أول ولاية علي #، فاستحق بذلك الوصية من رسول الله ÷ والخصال التي شرطها رسول الله ÷ له دون بني عبدالمطلب.

  ولما حضرت النبي ÷ الوفاة دعا بسيفه ورمحه وسلاحه وبغلته وناقته وكل ما كان له حتى عصابته كان يعصب بها في الحرب على الدرع فدفع إليه جميع ما كان يملك، ثم دفع إليه خاتمه، وبنو عبدالمطلب والمهاجرون والأنصار حضور.

  ومن وصايا رسول الله ÷ الخاصة لعلي دون الناس: أنه علمه ألف باب


(١) في زيادات الجامع الكافي المطبوع: إلى ما دعا إليه. ومنه زدنا ما بين معقوفين في الحديث.

(٢) في الأصل: إليهم. وكتب فوقها: كذا. ولعلّه: إليه. (مؤلف). وما أثبتناه من زيادات الجامع الكافي المطبوع.