الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله
  ظالمهم، ويقوي ضعيفهم، ويقيم حدود الله فيهم، ويجبي زكواتهم ويعطيها فقرائهم ويجبي فيئهم ويقسمه بينهم، وكان الفرض عليهم أن يضعوا كتاب الله بين أيديهم، ويجمعوا عليه علماءهم وفقهاءهم ويعملوا به، ويمضوا لما يأمرهم به القرآن، وليس للأمة أن يؤثروا رجلاً فيولوه ويجعلوه إماما قبل أن ينظروا في الكتاب والسنة، فإن وجدوا الكتاب والسنة يدلان على تولية رجل باسمه وفعله ولوه عليهم بفضله عليهم، وإن لم يجدوا الكتاب والسنة يدلان على تولية رجل باسمه وفعله كانت لهم الشورى بما وافق الكتاب والسنة، والكتاب يدل على أن لله خيرة وصفوة وحبوة من خلقه، وعلى أن خيرته من خلقه بعد الأنبياء المتقون؛ لقول الله سبحانه: {إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ}[الحجرات: ١٣]، وخيرة الله من المتقين الخاشون لقوله: {ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ ٤٩}[الأنبياء]، والخاشئون هم العلماء؛ لقوله: {إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ}[فاطر: ٢٨]، والعلماء أفضل المؤمنين؛ لقوله: {هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٩}[الزمر]، والعلماء أعمل الناس بالعدل، وأعمل الناس بالعدل أدل الناس على العدل وأهداهم إلى الحق؛ لقوله: {وَمِمَّنۡ خَلَقۡنَآ أُمَّةٞ يَهۡدُونَ بِٱلۡحَقِّ وَبِهِۦ يَعۡدِلُونَ ١٨١}[الأعراف]، وقوله: {أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ}[يونس: ٣٥]، وخيرة الله من العلماء المجاهدون؛ لقوله: {لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ}[النساء: ٩٤]، إلى آخر القصة، وخيرة الله من المجاهدين السابقون إلى الجهاد؛ لقوله: