الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 76 - الجزء 4

  {لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ ...} الآية [الحديد: ١٠]، وخيرته من السابقين البدريون، وخيرته من البدريين أكثرهم عملاً في الجهاد، وخيرة الله من البدريين علي بن أبي طالب صلى الله عليه؛ لأنه كان أكثرهم عملاً في الجهاد في سبيل الله، وأكثرهم ضرباً وقتلاً وأسراً ومبارزة بين يدي رسول الله ÷ وأبذلهم لمهجة نفسه، وكان خير هذه الأمة وأتقاها وأخشاها وأعلمها بالسنة وأدلها على العدل، وأهداها إلى الحق، وأقدمها هجرة، وأكثرها عملاً في الجهاد، وأحق الأمة بالإمامة، وأن يكون متبوعاً ولا يكون تابعاً محكوماً عليه؛ لفضله في كتاب الله، أجمع على ذلك علماء الأمة إلا من دفع ذلك بعد بيان ومعرفة.

  قال محمد: سئل أحمد بن عيسى عن أمر عثمان؟ فقال: ما في أمره شبهة على ذي عقل وعلم.

  والدليل [على ذلك]⁣(⁣١) أن أمير المؤمنين لم يَقُدْ مِنْهُ، ولم يَدِه من بيت المال، ولو لزمه ذلك ما تركه لشيء.

  وقال: لا يعدوا الأمر في عثمان أن يكون على واحدة من ثلاثة أوجه: إن كان قتل بحق فلا دية له ولا قود على قاتله، وإن كان قتل مظلوماً وقاتله لا يعرف فديته من بيت المال، وإن كان قتل مظلوماً وقاتله معروف أقيد⁣(⁣٢) به.

  · قال محمد في كتاب أحمد: سألت القاسم بن إبراهيم عن إمامة علي صلى


(١) زيادة من الزيادات المطبوع.

(٢) في زيادات الجامع الكافي المطبوع: اقتيد.