الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 84 - الجزء 4

  ثم أتي النبي ÷ بطائر فقال ÷: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فخص الله علياً وأكرمه بتلك الدعوة، فأكل معه من ذلك الطير، فاستوجب بذلك أن يكون أحب خلق الله إلى الله وإلى رسوله، وأحب خلق الله إلى الله أرفعهم منزلة عند الله، وأوجبهم على المسلمين حقاً، وأولى أن يكونوا أشد له حباً من جميع الخلق إذا كان كذلك عند الله ø.

  وقد أقام في المدينة يعقد الألوية عشر سنين، ويؤمر الأمراء، ويوجه السرايا، فلم يزل رسول الله ÷ يوليه ولا يولي عليه، ولم تجر سنة رسول الله ÷ في علي # أنه جعله تبعاً لأحد من الناس.

  ثم وجهه إلى اليمن وخالد بن الوليد على جيشين، فقال: «إن اجتمع الجيشان فعلي أمير الجيشين».

  ولما بعث رسول الله علياً صلى الله عليهما إلى اليمن فقال: (يا رسول الله، إني حدث السن، ولا أعلم بالقضاء) فقال ÷: «إن الله هاد قلبك ومثبت لسانك»، ثم مسح بيده على صدره ثم قال: «اللهم اهد قلبه وثبت لسانه»، فقال علي #: (فوالله ما شككت في قضاء بين اثنين بعد دعوة رسول الله ÷).

  وقال ÷: «يا علي، إني قد دعوت الله أن يجعل أذنك الأذن الواعية»، وقال الله ø: {وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ ١٢}⁣[الحاقة]، وعلمه ألف باب كل باب منها يفتح ألف باب.

  وقال # لفاطمة حين قالت له: زوجتني علياً عديم قريش. فقال لها: «ما أنا زوجتك، ولكن الله زوجك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً».