الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 85 - الجزء 4

  فالحمد لله الذي خصه بفواضل الكرامة، وقربه بالسبق إلى الإيمان ورفع درجته على درجة⁣(⁣١) المهاجرين والأنصار في سبيل الله، وجعله أعلم العلماء وأخشاهم لله؛ لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ}⁣[فاطر: ٢٨]، وجعله أفقه أصحاب رسول الله في دين الله وأقضاهم بمحكم كتاب الله وسنة نبيئه #.

  ثم قال لأصحابه: «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله، فقال: «لا»، قال له عمر: أنا يا رسول الله، قال: «لا، ولكنه خاصف النعل» فأخبر علي بذلك فكأنه شيء قد سمعه من رسول الله قبل ذلك.

  كل ذلك يدل على أنه يستحق مقامه، وأنهما لا يستحقان مقامه، وليس لهما أن يقاتلا على تأويل القرآن.

  ثم أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فقال علي: (أمرت بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين).

  وروي عن ابن مسعود قال: أمر علي صلى الله عليه بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

  وعن أبي أيوب قال: قال لنا رسول الله ÷: «تقاتلون الناكثين والقاسطين والمارقين» قلنا: مع من يا رسول الله؟ قال: «مع علي».

  وروي عن النبي ÷ الخبر المشهور أنه قال: «يأتي قوم من بعدي


(١) في الأصل: ورفعه درجة أعلى درجة ... إلخ. والمثبت من زيادات الجامع الكافي المطبوع.