الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله
  يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية».
  فإنما مرقوا على علي صلى الله عليه، فالإسلام علي ومن كان مع علي.
  ثم نهض المشركون لمحاربة رسول الله ÷، فخص الله علياً صلى الله عليه بفضل الجهاد والاحتواء على درجته التي هي أرفع الدرجات عند الله، فكان له يوم بدر الذي خصه الله به من قتل المشركين [و] النكاية فيهم ما لم يكن لأحد مثله.
  وذلك أن رسول الله ÷ أمره يوم بدر بالمبارزة للوليد وشيبة وعتبة، فأيده الله بالنصر ونزل القرآن بفضله والشهادة له بالجنة بما مَنّ الله عليه من حسن الفعال في طاعة ربه: {۞هَٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ}[الحج: ١٩]، ثم لم يسو بينه وبين غيره فقال: {لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ ...} الآية [النساء: ٩٤].
  ثم خصه الله ø يوم أحد فبذل نفسه ووقى رسول الله ÷ ظبا السيوف وأطراف الرماح بنحره، أمره رسول الله بالمبارزة لبني عبد الدار وهم أصحاب الرايات فتولى قتلهم، كلما قصد منهم قاصد لرسول الله ÷ رمى عليه بنفسه، فأيده الله بنصره حتى قتل كل من أراد رسول الله بمكروه، حتى قال جبريل #: إن هذه لهي المواساة،
  ثم نادى: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، فقال النبي ÷ لجبريل: «إنه مني وأنا منه» فقال جبريل: وأنا منكما.