الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 87 - الجزء 4

  ثم حشد الأحزاب لرسول الله فخصه الله بالكرامة والرفعة في الجهاد، فقتل عمرو بن عبد ود يوم الخندق، وهزم الله المشركين وأعز بقتله الإسلام [إلى أن تقوم الساعة] وأذل الله الشرك إلى أن تقوم الساعة.

  وبعث رسول الله ÷ برايته مع رجلين من المهاجرين، فرجعا منهزمين يجبنهما أصحابهما ويجبنان أصحابهما، فقال رسول الله ÷: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار ليس بفرار» فدعا علياً # وكان رمد العين فتفل في عينه ودعا الله أن يذهب عنه الحر والبرد وأعطاه الراية ففتح الله على يديه.

  ثم ثبت معه يوم حنين في جماعة من أهل بيته حين فر عن النبي ÷ جماعةُ الناس فقال الله ø: {وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ}⁣[التوبة: ٢٦]، فخصه الله ومن كان معه بالسكينة.

  ثم خرج رسول الله ÷ إلى تبوك واستخلفه على المدينة وقال: «لا يصلح لخلافتي إلا أنت».

  وفي حديث آخر: «لا يصلح المدينة إلا أنا أو⁣(⁣١) أنت» فتكلم أناس في ذلك وقالوا: خلفه لخساسة منزلته⁣(⁣٢)، فلحقه بعد أن سار فشكى إليه ما تكلم به


(١) في الأصل: وأنت. والمثبت من زيادات الجامع الكافي المطبوع.

(٢) في الأصل: منزله. والمثبت من زيادات الجامع الكافي المطبوع.