الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الباب الأول في ذكر بعض مناقب الإمام علي بن أبي طالب # وفضائله

صفحة 88 - الجزء 4

  الناس في تخليفه فقال: «يا علي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيء بعدي؟» فقال: (بلى رضيت يا رسول الله).

  وقد بين الله سبحانه منزلة هارون من موسى فقال: {هَٰرُونَ أَخِي ٣٠ ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي ٣١ وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي ٣٢} الآية [طه]، وقال موسى لهرون: {ٱخۡلُفۡنِي فِي قَوۡمِي}⁣[الأعراف: ١٤٢]، فلعلي الأخوة والوزارة والشركة في الأمر والخلافة في قومه، فلم يستثن ÷ غير النبوة، ولو كان مع النبوة غيرها مما لا يحل له لاستثناه كما استثنى النبوة، [فقد بين الله تعالى لنا في كتابه، وبين لنا رسول الله في سنته أن علي بن أبي طالب خليفة من بعده].

  ثم بعث رسول الله ÷ [أبا بكر] بعشر آيات من أول سورة براءة إلى أهل مكة، فنزل عليه جبريل # فقال: (إنه لا يصلح أن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك) فبعث رسول الله ÷ علياً فرد أبا بكر، ومضى علي صلى الله عليه ببراءة عن أمر الله، فكان المؤذن بها عن رسول الله بأمر الله، وجعله الله الأذان من الله ورسوله، كل ذلك يبين منزلته واستحقاقه لمقامه. [انتهى]

  · وفي مناقب محمد بن سليمان الكوفي |: عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال شريك قلت لأبي إسحاق: أين رأيته قال: وقف علينا في مجلسنا فقال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «علي مني وأنا منه، لا يؤدي عني إلا علي». انتهى.

  [الرجال] رجال هذا الإسناد قد مر الكلام عليهم، وهم من ثقات محدثي الشيعة.