باب القول في ذم الدنيا والاقتصار عليها
  ملعون ما فيها إلا ما كان لله ø». انتهى.
  [الرجال] رجال هذا الإسناد من ثقات محدثي الشيعة، وقد مر الكلام عليهم.
  · الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين: أخبرنا أبو الحسين الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الوبري، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد الجعابي، حدثني القاسم، حدثني أبي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسن بن علي $ قال: كأني أنظر إلى أمير المؤمنين # وهو قائم [يخطب](١) فقال: «يا أيها الناس، إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد تجملت مقبلة، ألا وإن لكل واحدة منهما بنون(٢)، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، وكونوا من الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، واتخذوا الأرض فراشاً، والتراب بساطاً، والماء طيباً، وانقرضوا من الدنيا تقريضاً(٣)، ألا ومن اشتاق إلى الجنة سلى عن الشهوات، ومن أشفق من النار لهى عن المحرمات، ألا ومن ترقب الموت سارع إلى الخيرات، ألا ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات، ألا وإن لله عباداً، فمن عَمِلَ منهم عَمَلَ أهل النار، فهم في النار معذبين(٤)، ومن عمل منهم للجنة دخل الجنة مخلدين، قلوبهم محزونة، فشرورهم(٥) مأمونة،
(١) زيادة من الاعتبار المطبوع.
(٢) في الاعتبار وسلوة العارفين المطبوع: بنين.
(٣) في الاعتبار وسلوة العارفين المطبوع: وقوضوا الدنيا تقويضاً.
(٤) نصبت على أنها حال والله أعلم. وكذلك: مخلدين.
(٥) في الاعتبار وسلوة العارفين المطبوع: وشرورهم.