باب القول في صفة الأذان وأنه وحي لا رؤيا
  وما ذكره عن القاسم # من أنه يوتر الإقامة فلعله في القديم من قوليه، وقد صح عن القاسم # على أن الأذان والإقامة مثنى مثنى بما مر من رواية الجامع الكافي.
  · الهادي # في الأحكام: حدثني أبي، عن أبيه في الأذان والإقامة قال: قد اختلف في ذلك، والأصح ما سمعنا فيه أنه مثنى مثنى. انتهى.
  · القاضي زيد في الشرح: روى أبو العباس في النصوص عن علي # أن المؤذن يستقبل القبلة في التكبير والشهادتين، وهو قول أصحاب أبي حنيفة، ومذهب الشافعي، وهو مما لا خلاف فيه. انتهى.
  · الهادي # في الأحكام: قال يحيى بن الحسين ~: والأذان فأصله أن رسول الله ÷ عُلِّمه ليلة المسرى، أرسل الله إليه ملكاً فعلمه إياه، فأما ما يقول به بعض الجهال من أنه رؤيا رآها بعض الأنصار، فأخبر بها رسول الله ÷، فأمره أن يعلمه بلالاً - فهذا من القول محال لا تقبله العقول؛ لأن الأذان من أصول الدين، وأصول الدين فلا يُعَلَّمُها رسول الله ÷ على لسان بشر من العالمين. انتهى.
  · أمالي أحمد بن عيسى @: حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: حدثني أبو العلاء قال: قلت لمحمد بن علي: يا أبا القاسم، ألا تحدثني عن [هذا](١) الأذان، فإنا نقول: إنما رآه رجل من الأنصار في المنام، فأخبر به رسول الله ÷، فأمره أن يعلم(٢) بلالاً فأذن، قال: ففزع لذلك وقال: ويحكم! ألا تتقون الله؟ عمدتم إلى أمر من جسيم أمر دينكم فزعمتم أنما رآه رجل في المنام رؤيا، قال: قلت: فكيف كان إذاً؟ قال: كان أن رسول الله ÷ أسري به حتى انتهى إلى ما شاء الله من السماء، ففرضت
(١) زيادة من الأمالي.
(٢) في الأمالي المطبوع: يعلمه.