بداية الكتاب
  وكم لأئمة آل رسول الله ÷ من المؤلفات، ومن أراد الاطلاع على مؤلفاتهم فليطالع تراجمهم.
  والمرجو من إخواني الزيدية استدراك ما فاتني من الأحاديث النبوية، والآثار العلوية بالأسانيد المرضية؛ ليحصل الغرض الذي رمناه، والمعنى الذي أردناه.
  ولقد يلوح في بعض الأذهان اختلاف آل محمد ÷ فيما بينهم في مسائل معروفة، وأشياء مألوفة، كما سيجيء في كتابنا هذا إن شاء الله، فربما يلتبس عليه الأمر ويقول: قد أمرنا الله باتباع آل محمد وإنهم À السفينة الناجية، ولكن وجدناهم غير متفقين، وفي كثير من المسائل مختلفين، فلا ندري من نتبع وبمن نقتدي مع اختلافهم؛ حتى يحصل الامتثال لأمر الله باتباعهم.
  ونحن مجيبون عن هذا الخاطر بما ظفرنا به من كلامهم À في اختلافهم(١)؛ فنقول وبالله التوفيق والهداية إلى واضح الطريق:
  قال في الأحكام للهادي إلى الحق يحيى بن الحسين À:
  قال يحيى بن الحسين ~: إن آل محمد ÷ لا يختلفون إلا من جهة التفريط، فمن فرط منهم في علم آبائه ولم يتبع علم أهل بيته أباً فأباً حتى ينتهي إلى علي بن أبي طالب # والنبي ÷ وشارك العامة في أقاويلها لزمه الاختلاف، لا سيما إذا لم يكن ذا نظر وتمييز ورد ما ورد عليه إلى الكتاب، ورد كل متشابه إلى المحكم، فأما من كان منهم مقتبساً من آبائه أباً فأباً حتى ينتهي إلى الأصل، غير ناظر في قول غيرهم، ولا متلفت إلى رأي سواهم، وكان مع ذلك
(١) اختلاف الآل ممنوع إذا ... كان في العلمي لا في العملي
خالفت أصحاب طه بعضهم ... فيه بعضاً في الزمان الأَوَّلِ
لم يؤاثر بعضهم بعضاً ولا ... قيل هذا منكر لِلزَّلَلِ
واختلاف الكل في الظني لا ... قادح فيه بأمرٍ مشكل
(من هامش الأصل).