تفسير آيات قرآنية
  والقربة: {ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٢٧٤}[البقرة].
  وقال سبحانه: {وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ}[البقرة: ٢٦٥]. والتثبيت والله أعلم: الإنفاق بالنية في القربة إلى الله، وابتغاء مرضاة الله، {كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٞ}[البقرة: ٢٦٥]، والوابل: فهو المطر الغزير الشديد.
  {فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلٞ فَطَلّٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ ٢٦٥}[البقرة]، والطل: الندى بالليل فهو يقوم في زكاء الثمار مقام الوابل من الأمطار.
  ثم قال سبحانه مرغباً للمؤمنين في الإنفاق: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ ٢٧٢}[البقرة].
  وقال في سورة آل عمران وهو يخبر عباده بما في الإنفاق من أموالهم من تمام الإيمان: {ٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡمُنفِقِينَ وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ ١٧}. فهذه صفة الله للمؤمنين الأتقياء الأبرار، وصفهم سبحانه بالصبر والقنوت. والقنوت: فهو الدعاء لله من المؤمنين وهو قانت خاشع قائم، ثم وصفهم بالسخاء والإنفاق لأموالهم، وترك البخل؛ لما في البخل من سخط ربهم، ووصفهم بالاستغفار مع التوبة، وهو تمام الاستغفار من ذنوبهم.
  وقال سبحانه: {لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ ٩٢}[آل عمران].
  وقال سبحانه فيمن بخل بالإنفاق الذي هو تمام الإيمان: {فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم ٣٨}[محمد]، وقال سبحانه