الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

الإحرام

صفحة 265 - الجزء 2

  هو الكذب، والجدال هو من قول الرجل: لا والله، وبلى والله، والمفاخرة، فعليك بورع يحجزك عن معاصي الله تعالى، وحلم تملك به غضبك، وحسن الصحبة لمن صحبك، ولا قوة إلا بالله.

  فإذا أتيت العقيق إن شاء الله تعالى، فانتف إبطك، وقلم أظفارك، واطلِ عانتك⁣(⁣١)، ولا يضرك بأيها بدأت، ثم اغتسل، والبس ثوبيك، وليكن فراغك من ذلك كله عند زوال الشمس، فإن ذلك من السنة، فإذا صليت الظهر وأنت تريد الإحرام حين تنصرف من الظهر تقول: اللهم إني أريد الحج فيسره لي، وإن لم تكن حجة فعمرة، وقل: أحرم لك بالحج شعري وبشري ولحمي ودمي من النساء والطيب، أبتغي بذلك وجهك الكريم، والدار الآخرة، ومحلي حيث حبستني بقدرتك التي قدرت علي. انتهى.

  · أمالي أحمد بن عيسى @: وحدثنا محمد، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أنبأنا يحيى بن سالم الفراء، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، قال: إذا أردت مكة إن شاء الله، فعليك بتقوى الله، وذكر الله، وقلة الكلام إلا بخير، فإنه من تمام الحج والعمرة أن يحفظ الرجل نفسه نحواً مما قال الله: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ}⁣[البقرة: ١٩٦]، والرفث: هو الجماع، والفسوق: هو الفاحشة قول الرجل: لا والله، وبلى والله، والجدال في الحج: هو الفاحشة.

  وعليك بورع يحجزك عن معاصي الله، وحلم تملك به غضبك، ولا قوة بالله.

  فإذا أتيت العقيق، فانتف من إبطك وقلم أظفارك واطْلِ عانتك، ولا يضرك بأي ذلك بدأت.

  فإذا أردت أن تحرم اغتسلت، والبس ثوبيك، ولا يضرك ليلاً أحرمت أو


(١) أي: بالشيء الذي يزيل الشعر. (من هامش الأصل).