باب القول في الوقوف بعرفة وما يقال فيها من الذكر وجمع العصرين بأذان واحد وإقامتين والتلبية فيها
  والثناء على الله ø وصل على محمد وأهل بيته ÷، واستغفر لنفسك، وتخير لنفسك من الدعاء ما شئت، ولا تسأله مأثماً، ثم صل الظهر، والعصر مع الإمام [والناس]، وإن شئت جمعت بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم ائت الموقف، واستقبل البيت، فكبر الله تعالى، وهلله، واحمده، وصل على النبي وأهل بيته ÷، واجتهد في الدعاء، فإنه يوم مسألة، ولا تدع حاجة تريدها عاجلة ولا آجلة إلا دعوت الله بها.
  وليكن من قولك وأنت واقف: رب المشعر الحرام، اغفر لي وارحمني.
  وقل: اللهم فك رقبتي من النار، وأوسع علي من الرزق الحلال، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس.
= ~، كما صرّح بذلك ابن عباس ®، وغيرُه. قال في الجامع الكافي: قال ابن عباس: لعن الله معاوية، كان علي يأمر بالتلبية يوم عرفة، فنهى عنها معاوية لذلك، وأذهب نوره. وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير، قال: كنتُ مع ابن عباس بعرفات فقال: مالي لا أسمع الناس يلبّون؟ قال: يخافون معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبّيك اللهم لبيك، فإنهم قد تركوا السنّة من بغض علي. وفي الجامع الكافي: وروى محمد بإسناده، عن ابن عباس، أنه قال بعرفة: مالي لا أسمع الناس يلبّون؟ ثم قال: قد علمتُ من ترك التلبية في هذا، فَعَلَ الله به وفعل، ثم قام، وأخذ بعضادتي الباب، ثم لبّى ولبّى الناس، حتى ارتجّت عرفات بالتلبية، وغير ذلك كثير، ويدل على أنهم كانوا يخافون من ذلك: قوله يخافون ... إلخ، وتوارثت ذلك الجبابرة وأتباعهم إلى الآن، فلا تسمع في عرفات من آخر النهار التلبية إلا قليلاً، وَعَهْدُ الباقر في أيام الأموية، ومحال أن يكون الباقر # لا يعلم هذه السنة المعلومة، والله ولي التوفيق. انتهى، من خطّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
قلتُ: قوله: وعهد الباقر ... إلخ قد يُقال: هذه الحاشية وُضِعَت هنا من [على] كلام زيد #، والحاشية تفيد أنه كلام الباقر #.
والجواب: بأن الحاشية هذه وضعها أيّده الله على كلام الباقر # الآتي، واستحسنتُ تقديمها هنا على كلام زيد #؛ لأن منسك الباقر وزيد من واد واحد، لأن محمد بن منصور، قال في أمالي أحمد بن عيسى: حدثنا عباد، عن يحيى بن سالم، قال: عرضتُ هذا الكتاب - أي: منسك أبي جعفر - على حسين بن علي بن الحسين أخي أبي جعفر، قال: كان علي بن الحسين ينسك بهذا الكتاب من أوّله إلى هاهنا. تمت (محمد حسن العجري وفّقه الله).