باب القول في الوقوف بعرفة وما يقال فيها من الذكر وجمع العصرين بأذان واحد وإقامتين والتلبية فيها
  وقف في ميسرة الجبل، واستقبل البيت، فتقف ساعة في المكان، ثم تقدم أمام ذلك شيئاً، ثم تقدم، ثم تقف، تصنع ذلك حتى تغيب الشمس. انتهى.
  · أمالي أحمد بن عيسى @: وحدثنا محمد، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أنبأنا يحيى بن سالم الفراء، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر: فإذا أردت أن تخرج إلى منى يوم التروية، فاصنع كما صنعت يوم أحرمت بالعقيق، ثم اغتسل، والبس ثوبيك، ثم صل في المسجد(١) الحرام، وقل في دبر صلاتك مثل الذي قلت في دبر صلاتك بالعقيق، ثم لب حين ينهض بك بعيرك، ويستوي بك قائماً، وإن كنت ماشياً فلب من عند الحجر الأسود كما لبيت من العقيق تقول: لبيك بحجة تمامها عليك، وليكن رواحك يوم التروية حين تصلي الظهر، فإنه أمثل، وإن مكثت إلى صلاة العصر فلا يضرك، فإذا أتيت منى مكثت بها حتى تصلي الفجر، ثم اغد إلى عرفات، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل واقطع التلبية(٢)، وعليك بالتهليل، والتكبير، والتسبيح، والثناء على الله، والصلاة على النبي ÷، واستغفر لذنبك، وتخير لنفسك من الدعاء، ثم صل الظهر، ثم امكث ساعة إلى أن يتحمل الناس، ثم صل العصر، وإن شئت جمعتهما جميعاً، ثم ائت الموقف، فاستقبل البيت فكبر الله، وهلله، واحمده، وصل على النبي ÷، وتخير لنفسك من الدعاء، فإنه يوم مسألة، ودعاء، ولا تترك حاجة أردتها عاجلة أو آجلة إلا دعوت بها، وليكن من قولك وأنت واقف: رب المشعر الحرام، افعل بي، وافعل بي، اللهم فأنقذني من النار، وأوسع عليَّ من الزرق الحلال، وادرأ عني فسقة الجن والإنس.
(١) في الأصل: في مسجد الحرام.
(٢) قد مرّ الوجه في قطع التلبية من كلام سيدي مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله. (من هامش الأصل).