صفة حج رسول الله ÷ من رواية جابر
  وكلما أتى على جبل من الجبال(١) أرخى لها حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما، ثم اضطجع رسول الله ÷، حتى إذا طلع الفجر حين تبين له الصبح صلى بأذان واحد وإقامة.
  ثم ركب القصوى حتى أتى المشعر الحرام، فقام عليه واستقبل القبلة، فدعا [الله ø وهلله وكبره ووحده ولم يزل واقفاً حتى أسفر جداً](٢)، ثم دفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان حسن الشعر أبيض، فلما أن دفع ÷ مرَّ بالظَّعْن، فطفق ينظر إليهن، فوضع رسول الله ÷ يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه من الشق الآخر لينظر، فحول رسول الله ÷ يده من الشق الآخر، حتى أتى محسر، فحرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك إلى الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، الحصاة منها مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده، ثم أعطى علياً فنحر ما بقي، وأشركه في هديه، ثم أمر ببضعة من كل بدنة فجعلت في قدر، فطبخت فأكلا من لحومها، وشربا من مرقها، ثم أفاض رسول الله ÷ إلى البيت فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبدالمطلب، وهم يسقون على زمزم، فقال: «انزعوا يا بني عبدالمطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم» فناولوه دلواً فشرب. انتهى.
  · الجامع الكافي: قال محمد: السنة على الإمام أن يصلي بمنى خمس صلوات، أولهن الظهر يوم التروية، وآخرهن صلاة الفجر يوم عرفة، وذلك واسع على الناس، كذلك فعل رسول الله ÷، مضى معه قوم وتلاحق به
(١) في الدرر: بحبل من الحبال.
(٢) ما بين المعقوفين من الدرر المطبوع ص ٨٠.