الصحيح المختار من علوم العترة الأطهار،

محمد الحسن العجري (المتوفى: 1430 هـ)

باب القول في نسخ المسح على الخفين

صفحة 100 - الجزء 1

  حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي $ قال: لما كان في ولاية عمر جاء سعد بن أبي وقاص فقال: يا أمير المؤمنين، ما لقيت من عمار؟ قال: وما ذاك؟ قال: حيث خرجت وأنا أريدك ومعي الناس، فأمرت منادياً فنادى بالصلاة ثم دعوت بطهور فتطهرت ومسحت على خفي، وتقدمت أصلي فاعتزلني عمار، فلا هو اقتدى بي، ولا هو تركني، فجعل ينادي من خلفي: يا سعد، أصلاة بغير وضوء؟ فقال عمر: يا عمار، اخرج مما جئت به، فقال: نعم، كان المسح قبل المائدة. فقال عمر: يا أبا الحسن، ما تقول؟ قال: (أقول: إن المسح كان من رسول الله ÷ في بيت عائشة والمائدة أنزلت في بيتها)، فأرسل عمر إلى عائشة، فقالت: كان المسح قبل المائدة، وقل لعمر: والله لأن تقطع قدماي بعقبيهما أحب إلي من أن أمسح عليهما، فقال عمر: لا نأخذ بقول امرأة، ثم قال: أنشد الله امرأً شهد المسح من رسول الله ÷ لَمَا قام، فقام ثمانية عشر رجلاً كلهم رأى رسول الله ÷ يمسح، وعليه جبة شامية ضيقة اليدين، فأخرج يديه من تحتها، ثم مسح على خفيه من تحتها، فقال عمر: ما ترى يا أبا الحسن؟ فقال: (سلهم: قبل المائدة؟ أو بعدها؟) فسألهم، فقالوا: ما ندري، فقال علي: (أنشد الله امرءاً مسلماً علم أن المسح كان قبل نزول المائدة لما قام)، فقام اثنان وعشرون رجلاً، فتفرق القوم وهؤلاء يقولون: لا نترك ما رأينا، وهؤلاء يقولون: لا نترك ما رأينا⁣(⁣١). انتهى.


(١) ويشبه هذه القضية: القضية التي دارت بين سعد وابن عمر عند عمر، وقد مر أحد الروايات لها، والرواية الأخرى هي: ما أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس أنه قال: ذكر المسح على الخفين عند عمر من سعد وعبدالله بن عمر، فقال عمر: سعد أفقه منك، فقال عبدالله بن العباس: يا سعد، إنا لا ننكر أن رسول الله ÷ مسح، ولكن ما مسح منذ نزلت المائدة، فإنها أحكمت كل شيء، وكانت آخر سورة نزلت في القرآن إلا براءة، قال: فلم يتكلم أحد. وأخرج ابن ماجه طرفاً منه. (من هامش الأصل).