المحيط في اللغة،

الصاحب إسماعيل ابن عباد (المتوفى: 385 هـ)

الثاء والنون

صفحة 181 - الجزء 10

  والثِّنَى - مَقْصُوْرٌ -: الذي بَعْدَ السَّيِّدِ، والثُّنْيَانُ مِثْلُه؛ فلانٌ ثُنْيَانُ بَني فلانٍ: أي يَلي سَيِّدَهم. وجَمْعُ الثِّنى ثِنْيَةٌ.

  وأمْرٌ ثِنىً: أي ثانٍ⁣(⁣١٥). وحَلَبْتُ النّاقَةَ ثِنىً. ويَوْمُ الثِّنى: يَوْمُ الاثْنَيْنِ.

  وفي الحَدِيثِ⁣(⁣١٦): «لا ثِنى في الصَّدَقَةِ»

  أي لا يُؤْخَذُ مَرَّتَيْنِ في السَّنَةِ.

  وجَمْعُ الاثْنَيْنِ من الأيّامِ: أثَانٍ وأَثَانِيْنُ.

  والثِّنَايَةُ: النِّخَاسُ⁣(⁣١٧) الذي يُجْعَلُ في البَكْرَةِ إذا اتَّسَعَتْ.

  والثُّنْيَا من الجَزُوْرِ: الرَّأْسُ والقَوَائِمُ؛ لأنَّ الجَزّارَ⁣(⁣١٨) يَسْتَثْنِيْها لنَفْسِه.

  وقيل في قَوْلِه:

  مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا⁣(⁣١٩)...

  قَوَائِمُها ورَأْسُها. وقيل: هي النَّظْرَةُ الثَّانِيَةُ؛ أي إنَّ النَّظْرَةَ الأُوْلى تُخِيْلُ⁣(⁣٢٠) والثَّانِيَة تُحَقِّقُ.

  و

  في الحَدِيْثِ⁣(⁣٢١): «نَهَى النَّبِيُّ عن الثُّنْيَا»

  وذلك أنْ يَبِيْعَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ جِزَافاً فلا يَجُوْزُ له أنْ يَسْتَثْنِيَ منها شَيْئاً قَلَّ أو كَثُرَ؛ لأنَّهُ لا يَدْرِي كَمْ يَبْقى منه. وهي في المُزَارَعَةِ: أنْ يَسْتَثْنِيَ بعد النِّصْفِ أو الرُّبْعِ أو الثُّلثِ كَيْلًا مَعْلُوماً، وهي الثَّنْوى.


(١٥) في ك: أوثانٍ.

(١٦) ورد في غريب أبي عبيد: ١/ ٩٨ والتّهذيب والمقاييس والصحاح والفائق: ١/ ١٧٧ والتّكملة واللسان والقاموس.

(١٧) في ك: النحاس.

(١٨) في الأصل: الجزاز، والتّصويب من ك.

(١٩) يريد المؤلّف بذلك قول الشاعر الذي لم يُذكَر اسمُه، وقد ورد في اللسان بهذا النص:

مذكَّرة الثنيا مساندة القرى ... جماليَّة تختبُّ ثمَّ تُنيبُ

وقد يروى:

«جمالية الثنيا.. .»

و

«عذافرة تختبّ.. .»

وورد في التّهذيب والتّكملة والتاج أيضاً.

(٢٠) في ك: تحيل.

(٢١) ورد النَّهي النبوي في اللسان والتاج.