تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}

صفحة 7 - الجزء 4

سورة يونس

  

  قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣[يونس: ١٠]

  قيل: آخر كلام كل مجلس، أو آخر كل ذكر، هذا يدل على أن اختتام الذكر والدعاء بحمد الله تعالى له مزية.

  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}⁣[يونس: ٢٢]

  هذه الآية وأمثالها: احتج بها أهل المذهب على أن الحج يجب، ولو لم يتمكن إلا بركوب البحر؛ لأن الله تعالى أمتن علينا بذلك، كما أمتن علينا بالسير في البر، وهذا قول أبي حنيفة، وقد ركب أعيان الصحابة البحر في هجرتهم إلى الحبشة، كجعفر بن أبي طالب.

  قال أبو طالب: وهذا مشروط بأن يغلب على الظن السلامة.

  وقال الشافعي في أحد قوليه: لا يجب الحج إذا لم يتمكن إلا بركوب البحر؛ لأنه مظنة العطب.

  قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ