تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}

صفحة 354 - الجزء 2

  بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقد غلّطما روي عن الحسن، وعطاء: أنه لا يتيمم وإن خشي الهلاك، وكذا سائر ما يخشى منه الهلاك كالصوم مع خشية الهلاك، وقيل: لا تقتلوا الغير فيكون سببا⁣(⁣١) في قتلكم قصاصا، وقيل: لا تقتلوا أنفسكم كما يفعله بعض الجهلة⁣(⁣٢). قال الحاكم: ولا مانع من حمل الآية على الجميع.

  وقوله تعالى: {عُدْواناً} يحترز من الخطأ والقصاص، وقد ظهرت أحكام هذه الآية في بيان معناها من تحريم أكل مال الغير بالباطل وجواز أكله بالتجارة بشرطها من التراضي، وتحريم قتل النفس وما يؤدي إلى ذلك.

  قوله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ}⁣[النساء: ٣٢]

  قيل: يعني يتمنى أن الذي فضل به صاحبه يكون له، وهذا حسد.

  وأما لو تمنى أن يكون له مثله كان ذلك جائزا، وهذا يدل على تحريم الحسد⁣(⁣٣).

  وقوله تعالى: {لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}⁣[النساء: ٣٢]


(١) في ([): السبب.

(٢) وفي نسخة (بعض الجاهلية).

(٣) لمزيد حول المعنى العام للآية يتعلق بها أحكام انظر زاد المسير (٢/ ٦٨ وما بعدها)، تفسير الثعالبي (٢/ ٢٢٧)، تفسير الخازن (١/ ٣٦٨)، القرطبي (٥/ ١٦٢ وما بعدها)، تفسير الطبري (٥/ ٨١).