وقوله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}
  دخل عليها ومعه خصي فتقلعت(١) منه فقال: هو خصي، فقالت: يا معاوية أترى أن المثلة تحلل ما حرم الله ضبطه في الكشاف بالحاء المهملة.
  وقال في الانتصار: بحدل - بباء بنقطة من أسفل والجيم - وميسون بالياء بنقطتين من أسفلها وبالسين بثلاث من أسفلها -.
  قال في الكشاف: وعن أبي حنيفة: لا يحل إمساك الخصيان واستخدامهم، وبيعهم وشراؤهم، ولم ينقل عن أحد من السلف إمساكهم.
  فإن قلت: إنه أهدي لرسول الله ÷ فقبله؟
  قلت: لا يقبل فيما تعم به البلوى إلا حديث مكشوف. فإن صح فلعله قبله ليعتقه، أو لسبب من الأسباب(٢).
  وقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ} الطفل للواحد والجماعة.
  وقوله: {الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا}
  قال في الكشاف: الظهور بمعنى المعرفة - يقال: ظهر على الشيء إذا اطلع عليه - فيكون المعنى هنا لا يعرفون العورة ولا يميزون بينها وبين غيرها.
  وقد يكون الظهور بمعنى القدرة - يقال: ظهرت على الشيء إذا قدرت عليه - فيكون المعنى لا يقدرون على الجماع.
  وظاهر قول القاسم: المعنى الأول؛ لأنه قال: يستتر عن الصبي إذا عرف عورات النساء، وميز الحسن من القبيح على قدر فطنة الصبيان.
(١) أي تحولت تمت.
(٢) بياض في الأصل ص ٢٣٥ تمت.