تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}

صفحة 440 - الجزء 4

  دخل عليها ومعه خصي فتقلعت⁣(⁣١) منه فقال: هو خصي، فقالت: يا معاوية أترى أن المثلة تحلل ما حرم الله ضبطه في الكشاف بالحاء المهملة.

  وقال في الانتصار: بحدل - بباء بنقطة من أسفل والجيم - وميسون بالياء بنقطتين من أسفلها وبالسين بثلاث من أسفلها -.

  قال في الكشاف: وعن أبي حنيفة: لا يحل إمساك الخصيان واستخدامهم، وبيعهم وشراؤهم، ولم ينقل عن أحد من السلف إمساكهم.

  فإن قلت: إنه أهدي لرسول الله ÷ فقبله؟

  قلت: لا يقبل فيما تعم به البلوى إلا حديث مكشوف. فإن صح فلعله قبله ليعتقه، أو لسبب من الأسباب⁣(⁣٢).

  وقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ} الطفل للواحد والجماعة.

  وقوله: {الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا}

  قال في الكشاف: الظهور بمعنى المعرفة - يقال: ظهر على الشيء إذا اطلع عليه - فيكون المعنى هنا لا يعرفون العورة ولا يميزون بينها وبين غيرها.

  وقد يكون الظهور بمعنى القدرة - يقال: ظهرت على الشيء إذا قدرت عليه - فيكون المعنى لا يقدرون على الجماع.

  وظاهر قول القاسم: المعنى الأول؛ لأنه قال: يستتر عن الصبي إذا عرف عورات النساء، وميز الحسن من القبيح على قدر فطنة الصبيان.


(١) أي تحولت تمت.

(٢) بياض في الأصل ص ٢٣٥ تمت.