تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا}

صفحة 457 - الجزء 5

  أصغى ÷ الإناء للهرة، وجاء في الحديث أن امرأة عذبت لكونها حبست هرة لم تطعمها، ولم تسقها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، وأن الله غفر لمومسة مرت بكلب يلهث وهو على منهل فدلت خمارها إلى الماء وعصرتها له.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ}.

  قد تكلمنا عليهم في سورة المؤمنين.

  قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا}⁣[المعارج: ٤٢]

  قيل: هذا تهديد ووعيد، وهو الظاهر. وقيل: هذا منسوخ بآية السيف.

سورة نوح

  

  قوله تعالى: {قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً}⁣[نوح: ٥ - ٦]

  إن قيل: هذا دليل أنه يحسن بالأمر بالمعروف، وإن علم أنه لا يؤثر. قلنا: أما في الاستدعاء إلى الدين فيحسن؛ لأن ذلك يجري مجرى إزاحة العلة، وهو واجب في حق الأنبياء $ وهذا دليل على حسنه في الاستدعاء إلى الإسلام.

  وأما سائر المناكير إذا ظن أن أمره ونهيه لا يؤثر فذلك غير واجب بلا إشكال؛ لأن القصد بالأمر والنهي حصول الواجب، واندفاع القبيح.

  وأما الحسن فاختلفوا في ذلك فقال قاضي القضاة وغيره: إنه يزول الحسن؛ لأن ذلك عبث.