تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى}

صفحة 502 - الجزء 5

  وثمرة ذلك: أنه لا ينبغي استعجال العقوبة والنصرة؛ لأن ذلك موقوف على الحكمة، ومعنى {رُوَيْداً} أي: منتظرا للعذاب، قال الشاعر:

  رويدك حتى تنظري عم تنجلي ... غمامة هذا العارض المتألق

سورة الأعلى

  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.

  المعنى: نزهه عما لا يليق به من المعاني مثل أن يفسر الأعلى بالعلو الذي هو القهر والاقتدار، لا بمعنى العلو الذي هو ارتفاع المكان، وأن يصان عن الذكر لا على وجه التعظيم والخشوع، ويجوز الأعلى صفة للرب، أو الاسم.

  قال في الكشاف: وفي الحديث لما نزل: فسبح بسم ربك العظيم قال ÷: «اجعلوها في ركوعكم» فلما نزل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال ÷: «اجعلوها في سجودكم» وكانوا يقولون في الركوع: اللهم لك ركعت، وفي السجود: اللهم لك سجدت.

  وقيل: الاسم بمعنى المسمى عن أبي علي، نحو قوله:

  إلى الحول، ثم اسم السّلام عليكما.

  وقيل: أراد قل سبحان ربي الأعلى عن ابن عباس وقتادة.

  وقيل: نزه اسم ربك عن أن تسمي به سواه، وقيل: صل باسم ربك، وقيل: حسّن اسمه؛ لأن حسن الاسم يدل على حسن الصفة، وحسن الإفعال.

  ثمرة ذلك: وجوب تنزيه الله، وتنزيه أسمائه عما لا يليق، وأن لا يسمى باسمه غيره، وأن يسبح الله في الركوع والسجود؛ لأن ذلك قد جاء في الخبر، وهو قوله #: «اجعلوها في ركوعكم، واجعلوها في سجودكم»