تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}

صفحة 86 - الجزء 3

  قال في النهاية: ومنهم من أوجب البداية بغسل الرأس؛ لحديث أم سلمة وقوله ÷: «إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفيضي الماء على سائر جسدك» وحرف ثم للترتيب.

  وبالترتيب بين الرأس والبدن قال أبو محمد بن حزم⁣(⁣١).

  وفي قوله تعالى: {ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ} أي: من ضيق في الوضوء والغسل، وهذا دليل أن الله تعالى لا يريد الحرج في ذلك، فلا يصح الوضوء والغسل مع خشية الهلاك⁣(⁣٢).

  أما مع خشية المضرة فقد ورد أن إسباغ الوضوء في السبرات فيه فضل ورفع للدرجات، فيكون مخصصا للعموم.

  قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى}⁣[المائدة: ٨]

  النزول

  قيل: ذهب رسول الله إلى يهود ليستعين في دية قتيل، فهموا بقتله⁣(⁣٣)، وهم بنو النظير، عن عبد الله بن كثير.


(١) في النسخة أ، وب (قال في النسخة المنقول منها إلى هنا مقدم) وابتداء التقديم من قوله (وإذا قلنا بوجوب الغسل من التقاء الختانين).

(٢) هذا يصلح حجة للمؤيد بالله، أن العبرة بالابتداء، وعلى ما يختار - إن هلك، وإلا عصى وصح، والله أعلم. (ح / ص).

(٣) قال في مختصر سيرة بن هشام، وفي السنة الثالثة، أو الرابعة كانت غزوة بني النضير، وسببها ما رواه البخاري أن رسول الله ÷ خرج إليهم ليستعينهم في دية الرجلين الذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري خطأ، فهي =