قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}
  وقيل: إن الذي دعا أبا لبابة إلى إعلام بني قريظة - أنه كان له فيهم مال وولد، فأراد أن يتقرب إليهم مخافة على ماله وولده، وسمع عمر بن الخطاب رجلا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفتن، فقال: إذا يزول مالك وولدك قل: إني أعوذ بك من مضلات الفتن.
  قال الحاكم: وقد أمر الله تعالى بالعلم بذلك، وطريق العلم به التفكر في أحوالهما، وزوالهما، وقلة الانتفاع بهما، وكثرة الضر، وأنه قد يعصي الله بسببهما.
  ودل سبب نزول الآية على جواز إظهار الجزع على المعصية، وإتعاب النفس، وتوبيخها؛ لأنه ÷ لم ينكر على أبي لبابة، ودل على أنه يستحب اتباع المعصية بالصدقة؛ لأنه # قال: «يجزيك ثلث مالك» وهذا سبيل قوله تعالى في سورة هود: {إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ}.
  قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ}[الأنفال: ٣٠]
  وما ذكر في قصتها من خروج رسول الله ÷ واستخلافه لعلي # على ما معه من الودائع - دلالة على جواز إيداع الوديعة للعذر، وذلك مجمع عليه.
  قوله تعالى: {وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}[الأنفال: ٣٤]
  المعنى: بيان استحقاقهم للعذاب بالصد عن المسجد الحرام، وذلك منعهم للنبي ÷ عن العمرة، وقيل: من الصلاة عند الكعبة، وعن