تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {مسكينا ويتيما وأسيرا}

صفحة 484 - الجزء 5

  البقرة: {وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ}⁣[البقرة: ١٧٧] وقوله تعالى في سورة آل عمران: {لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}⁣[آل عمران: ٩٢] واختلفوا، فقيل: أراد الإيثار به في حالة الجوع والشهوة له.

  وهذا مروي عن ابن عباس، وسبب النزول في فعل علي وفاطمة @ يدل عليه.

  وقيل: المراد على حب المال، وذلك حال الصحة والشح به لا عند أن ييأس من الحياة. وقيل: يطعمون من أحب الأشياء إليهم كما روي عن الحسن أنه كان يتصدق بالسكر ويقول: أنا أحبه.

  قوله تعالى: {مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} المسكين قد تقدم بيانه هل هو أضعف من الفقير كما ذهب إليه الأئمة، وأبو حنيفة، ومن أهل اللغة يونس، وزيد، ويعقوب، وابن دريد، ومن المفسرين أبو مسلم، أو الفقير أضعف منه كما قاله الشافعي وابن الأنباري.

  وأما اليتيم فهو الطفل الذي لا أب له؛ لأن الغالب عليه الحاجة فلا بد أن يكون فقيرا بالإجماع.

  وأما الأسير فاختلف المفسرون ما أريد به فقيل: أريد به الأسير من أهل الحرب، وهذا هو الظاهر، وهو مروي عن الحسن، وقتادة، وأبي علي، وعن الحسن كان # يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيكون عنده اليوم واليومين، ويؤثره على نفسه.

  قال في الكشاف: وعند عامة بالعلماء يجوز الإحسان إلى الكفار في دار الإسلام، ولا تصرف إليهم الواجبات.

  وعن قتادة: أسيرهم يومئذ المشرك، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه، وقيل: هو الأسير من أهل القبلة، عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء.

  وعن أبي سعيد الخدري: هو المملوك، والمسجون.

  وقيل: الأسير المرأة لقوله ÷: «فإنهن عوان عندكم» ذكره في عين المعاني، وهو مروي عن أبي حمزة الثمالي.