تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وما يهلكنا إلا الدهر}

صفحة 202 - الجزء 5

  قوله تعالى: {وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ}⁣[الجاثية: ٢٤]

  كان الكفار يضيفون كل حادثه تحدث إلى الدهر، ويزعمون أن مرور الأيام والليالي هي المؤثرة في هلاك الأنفس، وينكرون قبض الأرواح من ملك الموت بإذن الله، وفي الحديث عنه ÷: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» أي فإن الله هو الآتي بالحوادث لا الدهر،

  ولهذه ثمرة وهي من أضاف الخير والشر إلى الأيام واعتقد أنها المؤثرة كفر، فإن لم يعتقد أنها المؤثرة، ولكن اعتقد أن الله تعالى أجرى العادة بأن يوم كذا نحس، ويوم كذا سعد، فقال المنصور بالله في المهذب: من فرق طعامه للجن، وكره المسير في يوم دون يوم، والجواز في طريق دون طريق لا يكون مشركا بالله تعالى، إلا أن يعتقد تعظيم الجن، وتعظيم اليوم والطريق، وأن لها تأثيرا من قبل أنفسها في النفع والضر، وما سوى ذلك جهالات لا تبلغ الشرك، والتوبة تجزي من ذلك، هذا لفظه.

  فإن قيل: فقد جاء في الحديث: «آخر ربوع ثقيل على محمد وعلى أمة محمد»⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}⁣[الجاثية: ٢٤]

  دليل على وجوب الأخذ بالعلم دون الظن في مسائل التوحيد والعدل، وقد كرر الله تعالى الذم على أخذ الكفار بالظن في مواضع كثيرة.


(١) يقال في الجواب عنه وعن ما أشبهه مثل (يوم الأربعاء يوم نحس مستمر) وما ورد (يوم الأربعاء ما بدأ فيه شيء إلا تم) أن قد قيل: إن جميعها أحاديث واهية ضعيفة وعلى فرض الصحة. يقال: ما معنى (ثقيل) فيحتاج إلى النظر (ح / ص).