تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى {ولا تبذر تبذيرا}

صفحة 172 - الجزء 4

  والميسور: - بمعنى - أن الله تعالى ييسر عليهم.

  وروي: أنه ÷ كان إذا سئل - وعنده شيء -: أعطاه، وإن لم يكن عنده شيء قال: «سيرزقنا الله وإياكم».

  وقيل: تعرض عنه خشية الإنفاق في المعصية، فتبتغي رحمة من ربك ترجوها له بالتوبة.

  وهذا يفيد إجابة السائل، فإن تعذر فيرد بالقول الجميل.

  وينبغي الإعراض عن إعطائه: إن عرف أنه ينفقه في المعصية، ومحبة أن يرحمه الله بالتوبة عن خطيئته.

  وقيل - في سبب نزولها -: أنها نزلت في مهجع، وبلال، وصهيب، وسالم، وخباب كانوا يسألون رسول الله ÷ ما يحتاجون إليه، فيعرض عنهم حتى نزل قوله تعالى: {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً} وكان يقول: يرزقنا الله وإياكم.

  وأما النهي: فذلك ثلاثة أمور:

قوله تعالى {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً}.

  والتبذير: هو إنفاق المال في غير حقه من سرف في معصية، أو رياء، أو طلب تفاخر، ويدخل في ذلك الرشا، وما تعطى المغنية، والنائحة، كانت الجاهلية تنحر إبلها في الميسر، وتنفق المال في الفخر والسمعة، وتذكر ذلك في أشعارها.

  وعن مجاهد: لو أنفق مدا في باطل كان تبذيرا، وقال: لا سرف في الخير وإن أكثر.

  وعن ابن عمر: مر رسول الله ÷ بسعد وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف يا سعد»؟ قال: أو في الوضوء سرف؟ قال: «نعم، وإن كنت على نهر جار».