تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين}

صفحة 242 - الجزء 3

  {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} والتقدير: وأمرنا بالإسلام وبإقامة الصلاة، وكذلك كونه قرنه بالأمر بالتقوى - دليل على تفخيم أمرها، وعظم شأنها.

  قوله تعالى: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}⁣[الأنعام: ٧٤]

  ثمرة الآية: الدلالة على وجوب النصيحة في الدين سيما للأقارب، فإن من كان أقرب فهو أهم⁣(⁣١)، ولهذا قال تعالى في سورة الشعراء:

  {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} وقال تعالى في سورة التحريم⁣(⁣٢): {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً}.

  وقال ÷: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» ولهذا بدأ ÷ بعلي، وخديجة، وزيد، وكانوا معه في الدار، فآمنوا، وسبقوا، ثم سائر قريش، ثم بالعرب، ثم بالموالي، وبدأ إبراهيم بأبيه، ثم بقومه.

  وتدل الآية على أن النصيحة في الدين، والذم والتوبيخ لأجله ليس من العقوق، كالهجرة، هكذا في التهذيب.

  وفي الآية دلالة على بطلان قول الإمامية: إن الإمام لا يجوز أن يكون أبوه كافرا؛ لأنه إذا جاز نبي أبوه وزوجته كافران، فكذا الإمام أولى.

  قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً}⁣[الأنعام: ٧٦]

  قيل: القائل بهذا آزر لا إبراهيم، فإنه لما قال آزر ذلك، قال


(١) لعل المأخذ من فعل إبراهيم #، وتقديمه أباه.

(٢) وفي نسخة (المتحرم).