تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى}

صفحة 247 - الجزء 4

  وذكر أبو مسلم وجهين:

  الأول: لا تؤاخذ بفعل ولا تلام، فإذا بلغت فما عليك تبعة من فعلهم ونحو ذلك: {وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}⁣[الإسراء: ٥٤].

  والثاني: ما عليك أن تحزن عليهم.

  قال الحاكم: ويدل على وجوب التفكر لقوله: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى} وخص من يخشى لأنهم المنتفعون بذلك، وإلّا فهو تذكرة للجميع.

  قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى}⁣[طه: ٧]

  المعنى وإن تجهر أو لا تجهر فاكتفى بقوله {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى}. لدلالة الكلام عليه .

  قال جار الله: وهو يحتمل أن يكون نهيا عن الجهر، ويكون كقوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ}⁣[الأعراف: ٢٠٥].

  والمعنى: أن الله تعالى غني عن جهرك؛ لأنه يعلم السر.

  وإما أن يكون تعليما للعباد أن الجهر ليس لإسماع الله تعالى، وإنما هو لغرض آخر.

  وعن ابن عباس، والحسن: السر: ما حدّث به غيره في خفية، والذي هو أخفى: ما أضمره في نفسه، ولم يحدّث به غيره.

  وقيل: السر: ما يحدث به نفسه، وأخفى: ما يريد أن يحدث به نفسه في المستقبل.

  وقيل: {السِّرَّ} العمل الذي يسره {وَأَخْفى} الوسوسة: عن مجاهد.

  وقيل: {السِّرَّ} إسرار الخلق، {وَأَخْفى} سره الذي لا يعلمه أحد.