قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون}
  لا يستجيز الكذب، لا إن استجازه، كالخطابية(١)، ويحتج لذلك بإجماع الصحابة، وقال أبو علي، وأبو هاشم: لا يقبل خبره.
  وأما المجهول في دار الإسلام، فالأكثر أنه لا يقبل خبره، خلافا لأبي حنيفة
  قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}[البقرة: ٨٣]
  اختلف المفسرون في معنى الميثاق المأخوذ منهم.
  فقيل: الميثاق هو الأدلة من جهة العقل والشرع، وقيل: الوعيد المقرون بالأوامر والنواهي.
  وقيل: الميثاق العهد الشديد.
  وهو في اللغة: العقد المؤكد بيمين، أو عهد أخذا من الوثيقة.
  وقيل: هو إقرارهم بما جاء به أنبياؤهم.
  فإذا قلنا: إنه العقد المؤكد بيمين ففي ذلك دلالة على جواز التحليف على الأمور المستقبلة، ويدخل فيه الوفاء بحق الله تعالى، كأن يحلّف الإمام غيره - لا أرتكب أمرا محظورا، أو لأوفين فلانا حقه، وقد تقدم(٢) أن في ذلك خلافا بين الفقهاء في حق الآدمي.
(١) الخطابية: أتباع أبي خطاب الأسدي، قالوا: الأئمة أنبياء، وأبو الخطاب نبي، وهؤلاء يستحلون شهادة الزور لموافقيهم على مخالفيهم، وقالوا: الجنة نعيم الدنيا، كذا في التعريفات (حاشية فصول ٢٩٣).
(٢) في قوله {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ}.