تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا بني}

صفحة 42 - الجزء 5

  إن الله يعلم أصغر الأشياء في أخفى الأمكنة؛ لأن الحبة في الصخرة أخفى منها في الماء.

  قوله تعالى: {يا بُنَيَ} هذا تصغير ترحم وشفقة، فينبغي للواعظ أن يكون حاله حالة الشفيق المستنقذ لصاحبه من الهلكة فيأتي بالقول اللين.

  قال في الحاكم: لما سمع هذا الوعظ من أبيه انشقت مرارته من الخوف ومات.

وقوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ}.

  هذه أربعة أشياء مأمور بها وهي واجبة، وإن كان في بعض ذلك إجمال كالأمر بالصلاة، وبيانه من جهة السنة، والمعروف وسمي بذلك؛ لأن العقل يعرف حسنه والمنكر ما ينكره العبد، وقوله تعالى: «واصبر على ما أصابك» يعني من الأمور التي أوجبها الله تعالى عليك.

  وقيل: ذلك عام في جميع الشدائد.

  وقوله تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} وقرئ (ولا تصاعر خدك للناس) يعني: لا تتكبر فتحقر الناس، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك، عن ابن عباس.

  وقد قيل: هذا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن الآمر والناهي إذا تكبرا نفرا عنه، وإذا حسن خلقه قبل منه.

  وقيل: هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه، والصعر داء يصيب البعير يلوي عنقه، وهذا مروي عن عكرمة.

  وقيل: الذي يكون بينهم أحسن، فإذا لقيت أحدهم أعرضت عنه عن مجاهد.

  وقيل: لا تحتقر الفقير، بل يكن عندك كالغني، وهذا مروي عن قتادة، والربيع.