تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وألنا له}

صفحة 98 - الجزء 5

  قوله تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ} أن {الْحَدِيدَ اعْمَلْ سابِغاتٍ}

  قيل: كان في يده كالعجين والشمع، وكان يبيع الدرع بأربعة ألف فينفق منها على نفسه وعياله، ويتصدق على الفقراء.

  وقيل: كان يخرج حين ملك بني إسرائيل متنكرا فيسأل عن نفسه ويقول لهم: ما تقولون في داود؟ فيثنون عليه، فقيض له ملك في صورة آدمي فسأله على عادته فقال: نعم الرجل لو لا خصلة فيه، فريع داود فسأله فقال: لو لا أنه يطعم عياله من بيت المال، فسأل عند ذلك ربه أن يسبب له ما يستغني به عن بيت المال، فعلمه صنعة الدروع، وفي ذلك دليل على استحباب أن يأكل الإنسان من كسبه.

  قوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ}⁣[سبأ: ١٣]

  المحاريب: المساكن والمجالس الشريفة، وقيل: المساجد.

  وأما التماثيل فقيل: هي صورة الملائكة، والنبيين، والصالحين، كانت تعمل في المساجد من نحاس، وصفر وزجاج ليراها الناس فيتعبدوا نحو عبادتهم، وكان ذلك جائز في شريعتهم.

  وروي أنهم عملوا له أسدين في أسفل كرسيه، ونسرين فوقه، فإذا أراد أن يصعد بسط الأسدان ذراعيهما، وإذا قعد أظله النسران بأجنحتهما، وكان هذا معجزة له، ذكره أبو علي.

  وروي أنه أراد بخت نصر صعود الكرسي فضرب الأسد ساقه فخر مغشيا عليه، وما صعده بعده أحد، وكان عيسى صلّى الله عليه يصور كهيئة الطير.