تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {والذين هم للزكاة فاعلون}

صفحة 324 - الجزء 4

  قيل: هو الإعراض عن المعاصي: عن الحسن، وأبي علي، وأبي مسلم.

  وقيل: الحلف الكاذب: عن ابن عباس.

  وقيل: الشتم: عن مقاتل. وقيل: الباطل.

  وقال جار الله: اللغو ما لا يعنيك أمره من قول أو فعل - كاللعب والهزل - وما توجب المروءة تركه، تمّ كلامه.

  وقد جاء في الحديث عنه ÷: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

  وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ} قيل: في فاعلون دلالة على المداومة، والمعنى الظاهر: أن المراد الزكاة المفروضة.

  وقيل: أراد بالزكاة كل فعل محمود، ومنه اشتقت الزكاة، ولكن دلالة الآية على الزكاة مجملة، وبيانها من جهة السنة الشريفة.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ}.

  في معنى ذلك وجوه:

  الأول: أن المراد بقوله {إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ} أي إلّا عن أو إلّا من؛ لأن الحروف تعاقب.

  الثاني: أن المعنى لا يحلون الإزار إلا على أزواجهم، أو يلامون إلّا على أزواجهم.

  قيل: عنى بذلك فروج الرجال خاصة، بدليل ما بعده.

  وقيل: أراد فروج النساء والرجال.

  وثمرة ذلك:

  لزوم حفظ الفرج من الزنى، واللمس، والبصر إلّا من الزوجة