تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {والله يحب المحسنين}

صفحة 225 - الجزء 2

  لم يؤاخذوه، وروي (أنه ينادي مناد يوم القيامة: أين الذين كانت أجورهم على الله تعالى، فلا يقوم إلا من عفا).

  وعن ابن عيينة: أنه رواه للرشيد وقد غضب على رجل فخلاه.

  وقوله تعالى: {وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} يجوز أن تكون اللام للجنس، فيدخل في ذلك كل محسن ممن تقدم، ومن غيرهم، وأن تكون للعهد فتكون لمن تقدم، وعن الثوري «الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك، فأما إلى من أحسن إليك فإنه متاجرة».

  ولكل واحدة من هذه الخصال باب فيه ترغيب وآثار كثيرة.

  وثمرة هذه الآية: ما ذكر من المسارعة إلى الخيرات، والإنفاق، وكظم الغيظ، والعفو، والإحسان، وهذه الأشياء تنقسم إلى واجب، ومندوب.

  قال في الثعلبي: وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله ÷: (رأيت قصورا مشرفة على الجنة، فقلت: يا جبريل لمن هذه؟ قال: للكاظمين {الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}⁣[آل عمران: ١٣٥]

  يدل على أن مع جهل القبح يعذر الفاعل⁣(⁣١).


(١) واشترط الشيخان أبو علي وأبو هاشم في قبح القبيح أن يصدر من العالم بكونه قبيحا القاصد له، فلا يكون قبيحا إذا صدر من المجانين والبهائم، صرحا بذلك في الظلم، وقال غيرهما: بل هو قبيح مطلقا، وإنما العلم شرط في استحقاق العقاب فقط لا في القبح، ذكره في أول كتاب العدل في شرح المقدمة. =