تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لو لا تسبحون}

صفحة 449 - الجزء 5

  وهذا يستثمر منه أن جذ الثمار وحصد الزرع ليلا يكره لئلا يكون تشبها بهؤلاء، وقد ذكر هذا الناصر # فقال: يكره جذ الثمار، وجذ الزرع، والتضحية ليلا.

قوله تعالى: {قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ}⁣[ن: ٢٨]

  أراد بالأوسط الخيار، وقيل: الأوسط سنا، فالأول الأظهر وهو قول الأكثر، ومعنى: {تُسَبِّحُونَ} أي تستثنون، وكان استثناؤهم بالتسبيح.

  وقيل: تستغفرون الله.

  قال في الكشاف: قال لهم حين عزموا على ذلك: اذكروا الله وانتقامه من المجرمين، وتوبوا عن هذه العزيمة الخبيثة من فوركم، وسارعوا إلى حسم شرها قبل حصول النقمة فعصوه.

  وعن الحسن في تفسير: {لَوْ لا تُسَبِّحُونَ} أي: لو لا تصلون، كأنهم كانوا يتوانون عن الصلاة، وهذا نعت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  قال الحاكم: وفي هذا دلالة على أنه ينبغي للعبد عند المعصية أن يفزع إلى الطاعة ليكون ذلك دفعا من العقوبة العاجلة.

  وروي أنه قيل للحسن: ألا تخرج على الحجاج؟ فقال: هو عقوبة من الله، فلا تقاتلوه بالسيف ولكن عليكم بالتوبة، والدعاء يعني: تخليته عقوبة، فلا ينصركم الله مع الإصرار فتوبوا تنصروا، وهذا بناء على أن مصائب الدنيا قد تكون عقوبة، وقد ذكره أبو علي، وهذا كثير في كتاب الله، وفي مصائب الأنبياء وغيرهم.

  وقال أبو هاشم: تكون محنة ولطفا.

قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ}⁣[ن: ٣٨]